السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
في إحدى المناسبات الإجتماعية الخاصة بأسرتي أرسلت دعوة حضور خاصة لصديقتي ، وبعد مدة أحسست أن ملامحها تتحدث عن حزن مدفون ، سألتها عن السبب ، فقالت :
مضيت في طريقي بلا سند ولا رفيق..
أتخبط فيمن حولي وكأني في بحر غريق..
طلبت منها تفسير لكلامها ، فقالت :
أنا اصرخ أريد حاني وشفيق..
اشعر بأني في جو برد وصعيق..
احتاج إلى حنان ودفء عميق..
فالحياة أمان وليست زفير وشهيق..
ثم قالت : منذ أن عرفت الدنيا لم تعرف أسرتي اجتماع..ولم أشعر يوماً وأنا معهم بأمان..
وجودي هنا اليوم علمني أن الغربة أنواع..غربة وطن وغربة اخوان..
مشاعر الإنسان تتحرك بداخله فتنتج أحاسيس قد تكون مألوفة وقد تكون غريبة لم يشعر بها أحد من قبل..فمن كان خارج بلده يشعر بغربة في المجتمع الذي يعيش فيه ، ويقوده الحنين إلى بلاده ، ويحدوه الشوق إلى أهله وعشيرته..وهذا الشعور ينتاب كل مغترب عن بلاده ، فكل إنسان يحن إلى المكان الذي تربى فيه وحُفرت عليه أجمل الذكريات بحكم الفطرة التي فطره الله عليها..ولكن المدهش والمذهل أن يشعر الإنسان بالغربة بين أهله وأقربائه ، ويدفعه الحنين إلى مكان آخر مجهول بناه بخياله..ولكن...ماأود معرفته..
من أين نبع هذا الشعور..؟!
وما الدافع لهذا الحنين..؟!
ولماذا نسج في خياله أماكن وهمية..؟!
وهل يمكن أن ينتقل إليها..؟!
وكيف يكون ذلك..؟!!!
هذه أسئلة تتوالى على نفس وأذهان هذا المغترب لتبحث عن حلاً أو جواباً ينقذها من حيرتها وعذابها في البحث ، فهي تتجرع الآلام لأن نفس هذا الشخص قد فقدت الأمان..قد حُرمت الإخلاص..قد ملّت الوعود الكاذبة ممن حوله..فليس هناك أقسى من الغربة بين الإخوة..!!!
ودمتم بخير..